تساقط الشعر .. أسباب متعددة وحلول مطروحة

العناية بالشعر لم تعد محور اهتمام المرأة بل كذلك الرجل. وتساقط الشعر لدى الرجال لم يعد أيضاً أمراً يتقبله الرجل كما  في الماضي بل يحاول ما استطاع منعه أو معالجته، ونسبة كبيرة من الرجال والنساء تعان بشكل أو آخر من أشكال تساقط الشعر خلال فترات من حياتهم، الا ان الاصابة اكثر لدى الرجال، اذ يصاب اثنان من كل ثلاثة منهم بشكل أو بآخر من أشكال الصلع.

ويلجأ العديد من الرجال والنساء على السواء إلى استخدام العقاقير والشامبو والمراهم والعلاج الكهربائي وحتى الجراحة في سبيل إعادة نمو الشعر من جديد ليفتح هذا سوقاً يبلغ حجمه بلايين الدولارات سنوياً من دون وقوف الكثيرين على أسباب تساقط الشعر لديهم.

الولادة

خلال فترة الحمل يقل تساقط الشعر بشكل ملحوظ ويزداد الشعر كثافة وجمالا بسبب تأثير هرمون الحمل، ولكن بعد الولادة تدخل نسبة كبيرة من الشعر في مرحلة السكون، وفي خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر عقب الولادة يبدأ تساقط الشعر بكميات كبيرة لدى تصفيفه، الأمر الذي يزول تلقائيا بعد فترة ولا يستدعي كل القلق الذي تثيره المرضعة حينها.

نقص الحديد

غزارة الدورة الشهرية تؤدي إلى نقص الحديد من الجسم الأمر الذي يؤثر على الصحة العامة للمرأة ومنها إصابتهن بتساقط الشعر وهو ما يجب أن يعالج بتصحيح نسبة الحديد في الجسم عن طريق تناوله بكميات كافية من الغذاء أو أخذ حبوب الحديد.

حبوب منع الحمل

تحتوي أقراص منع الحمل على الاستروجين والبروجستيرون، وقد يتساقط الشعر لدى بعض السيدات ممن لديهن استعداد وراثي لتساقط الشعر عند تناول أقراص منع الحمل نتيجة للهرمون شبه الذكري لمركبات البروجستيرون التي تحتوي عليها هذه الأقراص، وعند حدوث ذلك يجب استشارة الطبيب لتغيير الأقراص، وقد يستمر التساقط لمدة قد تصل إلى ستة أشهر بعد إيقافها، ثم تعود الأمور إلى طبيعتها، وهذا الأمر مشابه لما يحدث بعد الولادة.

تناول بعض الأدوية

تناول بعض الأدوية قد يؤدي الى الاصابة بتساقط الشعر، مثل مضادات التجلط وبعض أدوية القلب والضغط وغيرها من مضادات الإلتهابات أو مضادات الإكتئاب ، الأمر الذي لا يمكن علاجه إلا بوقف تناول هذه الأدوية، والتي من الصعوبة إيقافها لما في ذلك من خطورة على صحة متناولها كأدوية القلب والضغط.

كما تؤدي بعض العقاقير في العلاج الكيميائي لمرض السرطان إلي منع تكاثر خلايا الشعر بمعنى أن تصبح الشعرة هشة وقابلة للسقوط بمجرد بروزها في فروة الرأس ويحدث ذلك بعد أسبوع إلى 3 أسابيع من بدء العلاج وقد يفقد المريض حوالي 90% من كامل الشعر وعند اكتمال العلاج ينمو الشعر من جديد لدى غالبية المرضى.

أمراض الغدة الدرقية

إن زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية المعروف بفرط النشاط الدرقي يسبب تساقط الشعر وقلة كثافته، كما هو الحال أيضا في نقص إفراز هرمون الغدة والذي ينتج عنه تغيير في شكل الشعرة أيضا، ويمكن تشخيص أمراض الغدة بالفحص الإكلينيكي (السريرى) بالإضافة إلى الفحوصات المعملية ويتم وقف التساقط عند إتمام العلاج الصحيح بنجاح.

الحمى الشديدة والإلتهابات الحادة

بعد الشفاء من بعض أمراض الحمى الشديدة أو مرض الأنفلونزا وأمراض الإلتهابات الجرثومية بفترة 6 أسابيع إلى 3 أشهر يتساقط الشعر بكميات كبيرة أيضا ثم يعود إلى طبيعته تلقائيا.

سوء التغذية

يعاني النباتيون ومن يتبعون نظاما غذائيا صارما من تساقط كثيف للشعر ويعود ذلك لنقص البروتين في الغذاء مما يدفع الجسم لمحاولة الإبقاء على البروتين فيقوم بتحويل الشعر النامي إلى مرحلة السكون فيصبح الشعر قابلا للانتزاع من جذوره بسهولة.

الثعلبة

وهي حالة مرضية ، ويتساقط الشعر في هذه الحالة على شكل بقع دائرية خالية من الشعر تماما. وقد يؤدي هذا المرض إلى تساقط جزئي أو كامل لشعر الجسم، ويصيب هذا المرض الرجال والنساء في أي مرحلة من مراحل العمر وبالرغم من توفر العلاج لهذا المرض إلا انه لا توجد حتى الان أسباب معروفة لهذا المرض.

استخدام المواد الغير مناسبة للشعر

يستخدم الكثير من الرجال والنساء على السواء علاجات كيميائية للشعر مثل الأصباغ الملونة وكريمات الفرد والتنعيم وكريمات التجعيد ومواد التثبيت إلى آخره من المواد التي تضعف الشعر وتتلفه فيصبح عرضة للتساقط. إن استخدام هذه المواد بطرق غير سليمة ومتكررة بصورة مبالغ فيها كما يفعل البعض إنشادا للمظهر الجميل ، ينهك الشعر ويفقده بريقه وقوته ويضعف البصلات فيؤدي إلى التساقط. كما أن غسل الشعر وتجفيفه وتمشيطه أمور ضرورية لصحة الشعر وفروة الرأس، إلا ان الإفراط في هذا الأمر أو ممارسته بشكل خاطئ من شأنه إلحاق الضرر بالشعر مما يعرضه للتساقط والتشقق.

تساقط الشعر الوراثي

تساقط الشعر الوراثي هو الصلع الذي يصاب به الذكور عادة لكن أيضاً النساء. والصلع الوراثي أو تناقص الشعر هو من أكثر أسباب حالات تساقط الشعر. ويمكن أن يكون السبب الوراثة من جانب الأم أو الأب. النساء اللائي يصبن بهذا الداء لا يصبن بالصلع الكامل وإنما تتضاءل كمية وكثافة الشعر، وتعرف هذه الحالة طبيا بالخاصية الذكرية وتبدأ عادة من مرحلة المراهقة وحتى الثلاثينات من العمر لتصبح شديدة الوضوح. أما الرجال فيبدأ الشعر بالتساقط من مقدمة الرأس وحتى قمته وتصبح المنطقة إما خالية تماما من الشعر أو يتبقى بعض من الشعيرات الخفيفة. وهنالك عدة طرق للحد من هذا التساقط الوراثي تعتمد على تحديد عمر المريض ودرجة تساقط الشعر، ويعتبر عقار المينوكسيديل والذي طرح في الأسواق العالمية منذ الثمانينات من أوائل العقاقير التي أعطت نتائج مشجعة في هذا المضمار في حوالي 60% ممن استخدم هذا العلاج من الرجال والنساء، وفي السنوات الخمس الأخيرة تم اكتشاف علاج جديد يعطى عن طريق الفم يدعى فينستراد ويعطى للرجال فقط ويجب أخذه تحت إشراف طبي.

كما تطورت في الآونة الأخيرة عمليات زرع الشعر عن طريق غرس بصلات الشعر المستخلصة من فرو المصاب وإعادة غرسها في المناطق المصابة بالصلع. وتلعب تقنية الليزر دورها في المحافظة على بقاء الشعر عند بدء التساقط الوراثي قبل الإصابة بالصلع التام وهي لا تصلح لكل أنواع الصلع.

النمو الطبيعي للشعر

في أي وقت خلال دورة نمو شعر فرو الرأس التي تتراوح بين سنتين إلى ست سنوات فإن 90% منه هو في حالة نمو مستمر. أما الباقي وهو 10% فيكون في حالة سكون تستمر مدة شهرين إلى ثلاثة شهور قبل أن يبدأ هذا الشعر بالتساقط بمعدل 50 و100 شعرة يوميا وهو ما يعد ضمن الحد الطبيعي. كما أنه وعند سقوط الشعرة تحل محلها شعرة جديدة من نفس بصلة الشعرة، لأنه لا تتشكل بصلات شعرية جديدة خلال حياة الإنسان.

هذا من جانب النمو والسقوط، أما من جانب زيادة نمو الشعر فهو يحصل بمعدل 0.5 إلى 1 سم في الشهر لدى غالب الناس، ومع تقدم العمر تتضاءل نسبة نمو الشعر الجديد لدى الإنسان كما تتضاءل كثافته العددية. ومن المعروف أن كثافة الشعر تختلف لدى السمراوات عن الشقراوات عن ذوات الشعر الأحمر، فمعدله لدي ذوي البشرة السمراء يبلغ 105000 شعرة في المتوسط، أما الشقر فحوالي 140000 شعرة ويليهم أصحاب الشعر الأحمر بنسبة 90000 شعرة. والأمر مرتبط بسمك الشعرة إذْ كلما كان الشعر سميكاً كلما قل عدده في الرأس.

وتتكون الشعرة أساسا من بروتين الكريتيين وهو نفس البروتين الموجود في أظافر اليدين والقدمين.