أمراض القلب لدى النساء

تعد أمراض القلب في مختلف أنحاء العالم، إحدى الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الوفاة وإلى العجز بين النساء. ويزيد عدد النساء المتوفيات بسبب هذه الأمراض في كل سنة عن عدد الرجال. كلما ازداد سن المرأة، ازداد احتمال إصابتها بمرض قلبي. لكن على النساء من جميع الأعمار الإهتمام بما يخص الإصابة بهذا المرض. وتستطيع كل امرأة القيام بخطوات لوقاية نفسها، وذلك من خلال تطويرعادات صحية في الحياة. نستعرض في هذه المقالة عن أمراض القلب لدى النساء والعوامل الخطرة الخاصة بهذه الأمراض وأعراضها و طرق الوقاية منها، ومعالجتها.

القلب هو العضلة الأكثر أهمية في الجسم. وهو يقوم بضخ الدم إلى مختلف أنحاء الجسم وبشكل دائم. ينقل الدم المواد المغذية والأكسجين. كما يحتاج القلب أيضاً إلى مواد مغذية وأكسجين. وهو يضخ الدم إلى نفسه من خلال شرايين. تدعى باسم " الشرايين التاجية ".

إن إصابة بطانة الشرايين التاجية بالضرر تجعلها خشنة. وهذا بدوره يجعل المواد الدهنية كالكولسترول مثلاً، أن تلتصق بهذه البطانة الخشنة ثم تتجمع في الشرايين . ونتيجة ذلك، تتشكل لويحة على الجدران الداخلية للشرايين. إن اللويحة ورواسب الكولسترول على الجدران الداخلية للشريان تجعله يتضيق. وهذا ما يدعى باسم "التصلب العصيدي".

"الداء القلبي" مصطلح عام مستخدم للإشارة إلى مجموعة من الأمراض التي تصيب القلب. السبب الأكثر شيوعاً للداء القلبي هو تضيق الشرايين التاجية أو انسدادها، وهي الشرايين التي تنقل الدم إلى القلب نفسه. تدعى هذه الحالة باسم "داء الشرايين التاجية". وهو مرض يحدث ببطء مع مرور الزمن. الداء الشرياني التاجي هو السبب الرئيسي لإصابة الناس بالنوبات القلبية. وكلما ازداد سن المرأة، ازداد احتمال إصابتها بالداء القلبي. لكن على النساء في جميع الأعمار الإهتمام بما يخص الإصابة بهذا المرض.


عوامل الخطورة


هناك عوامل خطورة تتعلق بالداء القلبي لها صلة بالنساء والرجال معاً. ومنها:
1. ارتفاع الكولسترول.
2. ارتفاع ضغط الدم.
4. قلة التمارين الرياضية.
5. التغذية غير الصحية.

هناك عوامل أخرى يمكن أن تمارس دوراً أكثر في ظهور الداء القلبي لدى النساء، وذلك بالمقارنة مع الرجال. ومن هذه العوامل:
1. المتلازمة الاستقلابية.
2. الاكتئاب والشدة النفسية.
4. انخفاض مستويات الإستروجين بعد سن اليأس.


الأعراض


عندما يفكر المرء في الداء القلبي، فمن المرجح أن الألم الصدري هو ما يخطر في باله. لكن المرأة المصابة بالداء القلبي قد لا تشعر بألم صدري. من الممكن أن تشعر المصابة بالداء القلبي بما يلي:
آلام.
ضيق.
ضغط شديد.
إحساس بالحرقة.

وقد تظهر هذه الأحاسيس في الأماكن التالية:
الصدر.
الظهر، بين لوحي الكتف.
البطن، فوق السرة.

من الممكن أن ينتقل الألم إلى الفكين والرقبة والكتفين والأذن، أو إلى باطن الذراعين.
هناك علامات أخرى للداء القلبي لدى النساء:
تعب غير مفهوم السبب.
صعوبة في التنفس.
صعوبة في النوم.
الإحساس بالغثيان في المعدة.
الإحساس بالخوف أو بالعصبية.
الإصابة بالصداع، أو تفاقم الصداع.


المضاعفات

من الممكن أن يؤدي الداء القلبي إلى الإصابة بنوبة قلبية في حال عدم معالجته. إن العرض الأكثر شيوعاً للنوبات القلبية لدى النساء هو نوع من أنواع الألم أو الضغط أو الانزعاج في الصدر. لكنه لا يكون شديداً على الدوام، كما أنه لا يكون العرض الأكثر بروزاً، وخاصة لدى النساء. إن احتمال ظهور أعراض النوبة القلبية غير المتعلقة بالألم الصدري هو أكثر احتمالاً لدى النساء. وتشتمل هذه الأعراض على ما يلي:
إحساس بالانزعاج في الرقبة أو الكتفين أو القسم الأعلى من الظهر أو البطن.
قصر النفس.
الغثيان أو التقيؤ.
التعرق.
خفة الرأس أو الدوخة.
تعب غير معتاد.

تكون أعراض النوبة القلبية لدى النساء أقل ظهوراً من الألم الصدري الواضح الذي يصاحب النوبات القلبية عادة. تظهر لدى النساء عادة انسدادات في الأوعية الدموية الصغيرة التي تنقل الدم إلى القلب، وليس في الشرايين الرئيسية فحسب. تدعى هذه الحالة باسم "داء الأوعية الدموية الصغيرة القلبي"، أو الداء الوعائي المجهري. تصاب المرأة عادة بضرر قلبي كبير قبل الوصول إلى غرفة الإسعاف، لأن الأعراض لا تكون من النوع الذي يرتبط بالنوبات القلبية. إذا ظهرت لدى المرأة أعراض، أو ظنت أن لديها أعراض النوبة القلبية، فإن عليها الإتصال بالإسعاف فوراً. وفي حال عدم توفر ذلك ، فإن عليها طلب المساعدة للوصول للمستشفى.


التشخيص


يجري الطبيب فحصاً جسدياً للمريضة، وسوف يطرح عليها أسئلة عن تاريخها الصحي وعن التاريخ الصحي للأسرة أيضاً. من الممكن أن تشتمل الفحوص التي تجرى من أجل تشخيص الداء القلبي على ما يلي:
1. فحوص الدم.
2. تصوير الصدر بالأشعة السينية.
3. مخطط كهربية القلب (ECG).
4. تخطيط القلب بالإيكو.

يمكن أن تكون المريضة في حاجة إلى سحب بعض الدم من أجل فحصه بحثاً عن مواد يمكن أن تكون دليلاً على وجود الداء القلبي. وقد يتحرى الطبيب عن مستويات ما يلي في الدم:
1. الكولسترول والشحوم الثلاثية.
2. تعداد الخلايا الدموية.
3. اختبارات دموية أخرى يمكن أن تكشف عن وجود ضرر أو إصابة في القلب.

يمكن الحصول على صورة للقلب والرئتين والأوعية الدموية باستخدام تصوير الصدر بالأشعة السينية. وهذا التصوير قادر على كشف وجود تضخم في القلب. ويعد تضخم القلب علامة تشير إلى بعض أنواع الداء القلبي.


المعالجة


غالباً ما يكون هدف معالجة الداء القلبي هو فتح الشرايين المتضيقة التي تسبب الأعراض. بحسب شدة الانسدادات الموجودة في الشرايين، يمكن أن تشتمل خطة المعالجة ما يلي:
1. تغييرات في نمط الحياة.
2. تناول أدوية.
3. إجراءات طبية، أو عملية جراحية.

سواء أكان الداء القلبي خفيفاً أم شديداً، فإن الطبيب يوصي المريضة بإدخال تغييرات على نمط حياتها، وذلك كجزء من المعالجة. وإذا كانت المريضة معرضة لخطر الإصابة بالداء القلبي، فإن من شأن الالتزام بنمط حياة صحي أن يساعدها على وقاية نفسها من تفاقم الحالة.

يجب أن تستشير المريضة طبيبها فيما يخص خطة التمارين الرياضية المناسبة لها. وقد يوصي الطبيب بممارسة التمارين الرياضية من نصف ساعة إلى ساعة كاملة يومياً، وذلك في معظم أيام الأسبوع. إذا كانت المريضة غيرً قادرة على ممارسة التمارين الرياضية المقررة في جلسة واحدة، فإنها تستطيع توزيع هذا النشاط الجسدي على جلسات متعددة بحيث تستمر كل واحدة من عشر دقائق إلى ربع ساعة. وفي هذه الحالة، فإنها تحصل على الفائدة نفسها فيما يخص صحتها القلبية.

هناك تغيرات صغيرة أخرى في الحياة اليومية يمكن أن تكون مفيدة من أجل زيادة النشاط الجسدي خلال اليوم كله. ومن هذه التغييرات:
1. استخدام السلالم بدلاً من المصعد.
2. القيام بجولات على القدمين أو على الدراجة لتأدية المهمات.
3. القيام ببعض تمارين الظهر أو الضغط خلال مشاهدة التلفزيون.

يجب أن تحقق المريضة وزناً صحياً، وأن تحافظ على هذا الوزن. إن زيادة الوزن تزيد خطر الأمراض القلبية. ويكون تخفيف الوزن مهماً على نحو خاص بالنسبة للنساء اللواتي يبلغ مقاس الخصر لديهن أكثر من 35 بوصة. على المرأة ترك التدخين، أو عدم بدء التدخين. كما يتعين عليها أن تتجنب التدخين الثانوي أيضاً. على المريضة التقيد بنظام غذائي صحي فقير بالدهون المشبعة والكولسترول والملح.

يجب معالجة الحالات المرضية الأخرى، وذلك من قبيل التحكم بضغط الدم المرتفع، وبالكولسترول المرتفع، وبالداء السكري. وهناك أدوية تساعد في ضبط ضغط الدم ومستويات الكولسترول.

من أجل معالجة الداء القلبي، يمكن أن يوصي الطبيب بإجراءات محددة أو بعملية جراحية من أجل إزالة الانسدادات في شرايين القلب.

يعد "توسيع الشرايين التاجية" من الإجراءات الشائعة في هذه الحالة. ويتم هذا الإجراء من خلال إدخال قثطرة في أحد الأوعية الدموية في الذراع أو في المنطقة الأربية. ثم يجري إدخال بالون صغير إلى الشريان المسدود، حيث يتم نفخه من أجل فتح الشريان. غالباً ما يتم وضع وشيعة معدنية صغيرة، تدعى باسم "دعامة"، في الشريان خلال عملية رأبه. وتحافظ هذه الدعامة على بقاء الشريان مفتوحاً.

في بعض الأحيان، يمكن القيام بإجراء طبي أكثر تدخلاً يدعى باسم "جراحة المجازة الشريانية التاجية". وفي هذه الحالة، يؤخذ شريان أو وريد من مكان آخر في جسم المريضة ويستخدم من أجل تجاوز المقطع المسدود من الشريان. ويكون هذا الوريد مأخوذاً من الساق عادة.

في شرايين الرجال، تتراكم اللويحات على شكل كتل ومواد غير منتظمة. وغالباً ما يتم اللجوء إلى الإجراءات الجراحية من أجل معالجة الداء القلبي لدى الرجال. لكن هذه الطريقة في المعالجة يمكن ألا تكون فعالة في معالجة تراكم اللويحات لدى المرأة. وعند معظم النساء، فإن اللويحة تتراكم على شكل طبقة منتظمة التوزيع على امتداد جدران الشريان.

إن استخدام بعض أنواع الأدوية القلبية، كالأدوية التي تذيب الجلطات مثلاً، يكون أكثر فعالية لدى النساء منه لدى الرجال. يمكن أن يكون لتناول الأسبرين يومياً عدد من الفوائد بالنسبة للمرأة. إن الأسبرين يقي من النوبات القلبية ومن السكتات، وهو يقلل خطر الداء القلبي. وعلى المريضة استشارة الطبيب فيما يخص مخاطر الأسبرين وفوائده.


اقرأ المزيد عن أمراض القلب :