التبرع بالدم

مما لاشك فيه أن الدم هو إكسير الحياة ، فبدونه لايستطيع الإنسان أن يبقى على قيد الحياة ولو لثانية واحدة ، ويتكون القوام الأساسى للدم من البلازما ، وهى عبارة عن سائل بروتينى شفاف ذو لون أصفر ، يسبح فيه الكثير من العضيات والخلايا ككرات الدم البيضاء ، كرات الدم الحمراء ، الصفائح الدموية ، علاوة على العديد من الإنزيمات والهرمونات والمواد الكيميائية الأخرى .

ومن الأمر الملفت للنظر أنه وعلى الرغم من التقدم العلمى المذهل ، ولاسيما على صعيد العلوم الطبية ، إلا أن هذه المدنية والتطور لم تفلح فى تخليق الدم معمليا أو حتى إيجاد بديل له ، وفى نفس ذات الوقت فإن الجسم هو المصدر الوحيد القادر على تصنيع الدم ومكوناته ، وتحديدا نخاع العظام الكبيرة الموجودة بالجسم .

لذا فمن خلال ماسبق يمكننا القول أن الشخص الذى تعجز نخاع عظامه على تكوين خلايا دموية جديدة ، أو مصاب بنزيف نتيجة للتعرض لحادث أو صدمة ما ، هو إنسان محكوم عليه بالموت ، مالم يتم نقل دماء جديدة إليه ، وذلك لتعويض مايفقدة أو مايفتقده جسمه من دماء ، الأمر الذى يجعل من مسألة التبرع بالدم عملا نبيلا ، ولاسيما أنه ينقذ العديد من الأرواح .

ويتضمن التبرع بالدم العديد من التأثيرات الإيجابية والفوائد الصحية التى يجنيها المتبرع ، وتشمل :

1. الشعور بالرضا والسعادة نتيجة القيام بعمل إنسانى جليل ، الأمر الذى يحسن من الصحة النفسية ، كما ينعكس على الحالة المزاجية والجسمانية العامة .

2. تنشيط الدورة الدموية ، وبالتالى الوقاية من الإصابة بأمراض القلب المختلفة ولاسيما الجلطات وتصلب الشرايين .

3. تجديد الخلايا الدموية بالجسم ، إذ أن سحب مقدار معين من الدم ، يقابله قيام الجسم بتعويض هذه الكمية ، من خلال تصنيع خلايا دموية جديدة أكثر قوة وصحة ، فقد أشارت الدراسات الطبية الحديثة أن البلازما يتم تعويضها خلال 1 – 3 يوم كحد أقصى ، فى حين أن كرات الدم الحمراء يتم تعويضها خلال 3 – 14 يوم .. وهكذا .


الضوابط والشروط التى ينبغى أن تتوافر فى شخص المتبرع

ولضمان الحصول على دماء صحية سليمة ، مع مراعاة عدم المساس بصحة المتبرع فى نفس ذات الوقت ، لذا فقد تم وضع بعض الضوابط والشروط التى ينبغى أن تتوافر فى شخص المتبرع ، والتى تشمل :
1. أن يكون سن المتبرع بين 18 – 50 عام .
2. ألا يقل وزنه عن 55 كجم .
3. أن يتراوح ضغط دمه الإنقباضى والإنبساطى بين 100 / 70 & 140 / 100 .
4. ألا تتجاوز درجة حرارة الجسم 37 درجة سيليزية .
5. أن تتراوح نسبة الهيموجلوبين بين 12 – 17 فى الرجال & 11 – 14 فى النساء .
6. ألا يكون قد أجرى له نقل دم قبل ذلك .
7. ألا يكون قد أجرى عملية جراحية خلال العام الأخير .
8. ألا يكون قد تبرع بالدم خلال الشهرين الأخيرين ، مع العلم أنه يمكن التبرع بالدم كحد أقصى 4 مرات فى العام .
9. ألا يكون مصاب بأى مرض مزمن كأمراض ضغط الدم المرتفع أو السكر .
10. ألا يكون مصاب بأى مرض بالدم .
11. ألا يكون يعانى من وجود إختلالات فى سرعة نزف الدم أو تجلطه .
12. ألا يكون مصاب بأى مرض يمكن أن ينتقل من خلال الدم كالإيدز أوفيروس إلتهاب الكبد الوبائى " سى " .

وبعد تخطى المعايير السابقة بنجاح ، والتأكد من ملائمة وسلامة المتبرع ، يتم ربط الذراع برباط ضاغط فى أحد الذراعين ( غالبا الأيسر ) ، بهدف إبراز الوريد الذى سيتم سحب الدم منه ، حيث يتم بعد ذلك وبإستخدام قطعة من القطن المبللة بالكحول تطهير الموضع الذى سيتم فيه غرس الإبرة لتنفذ إلى داخل الوريد ، ليبدأ الدم فى التدفق داخل الكيس المخصص لجمع الدم .

وبعد الإنتهاء من عملية التبرع ينبغى التمهل قليلا والمكوث لمدة ربع ساعة على الأقل على المقعد أو السرير المخصص للجلوس أثناء سحب الدم ، بشرط أن يكون المتبرع فى وضع الجلوس ، وذلك لإعطاء الوقت للدم الموجود بالجسم كى يقوم بإعادة توزيع نفسه وإنتشاره إلى كافة أجزاء الجسم بصورة عادلة ومتساوية ، كذلك ننصح بالإهتمام بالتغذية السليمة ، ولاسيما السوائل والفواكه والخضروات الطازجة ، وذلك لتعويض الجسم مافقده من الدم ، وكيلا تحدث أى أعراض جانبية عكسية .

وفى الختام .. قد يشعر بعض المتبرعين بتنميل خفيف بالوجه ومنطقة ما حول الشفتين ، وهو أمر نادر الحدوث ، لكن فى حالة حدوثه ينصح بتناول أقراص الكالسيوم مثل " كاليماج " أو " كالسيد " بمعدل قرص يوميا صباحا ، ولمدة 5 – 7 أيام فحسب ، مع التركيز على تناول الأسماك ومنتجات الألبان .


اقرأ المزيد عن الأمراض :