حساسية الطعام

تعتبر حساسية الطعام من المشكلات الصحية التى قد تكون خطيرة مالم يتم التعامل معها ومع الأعراض المصاحبة لها بصورة عاجلة ومنظمة ، ويقصد بحساسية الطعام ظهور مجموعة من الأعراض المرضية عند تناول نوع معين من الأطعمة ، والذى لايسبب أى نوع من الحساسية للأشخاص العاديين ، وتنشأ هذه الأعراض نتيجة لوجود رد فعل تحسسى يصدره الجهاز المناعى بالجسم ، مما يؤدى إلى إفراز كميات كبيرة من مركبات الهيستامين ، والتى تسبب الأعراض التالية :

  • إنتفاخ فى الحلق والشفتين .
  • إحمرار الجلد والإصابة بالحكة .
  • آلام بالبطن ، والتى تكون مصحوبة عادة بالغثيان والقئ المتكرر .
  • إحتقان الأنف وإحمراره ، والعطس الشديد فى بعض الأحيان .
  • فى حالات الحساسية الشديدة ، ومالم يتم تدارك الأمر سريعا ، قد يصاب الشخص بالإختناق نتيجة لإنسداد المجارى التنفسية نتيجة لحدوث تورم وتضخم الحنجرة .

ويمكن تقسيم حساسية الطعام بأكثر من طريقة ، إذ يمكن تقسيمها حسب الإستمرارية ، فهناك الحساسية المؤقتة والتى تنشأ فى العام الأول من عمر الطفل ، كما فى حالة حساسية الألبان ، لتبدأ بعد ذلك فى التلاشى تدريجيا قبل أن يخطو هذا الطفل مرحلة البلوغ .. أما الحساسية الدائمة فهى التى تلازم الطفل حتى آخر لحظات حياته ، كما فى حالات الحساسية تجاه مأكولات البحر والمكسرات .. إلخ .

كذلك يمكن تقسيم حساسية الطعام حسب التوزيع الجغرافى والعادات الغذائية المرتبطة بالمكان ، فقد أشارت الدراسات الطبية الحديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين العادات الغذائية والموقع الجغرافى ، فعلى سبيل المثال لوحظ أن دول جنوب شرق أسيا والتى تشتهر بالمأكولات البحرية ، ينتشر لديها الحساسية تجاه هذا النوع من المأكولات ، فى حين أن الولايات المتحدة الأمريكية التى تعد أحد أكثر الدول إستهلاكا للفول السودانى ، ولاسيما زبدة الفول السودانى ، تحتوى على نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من الحساسية المفرطة تجاه الفول السودانى .. وهكذا .

ويمكننا إيجاز أهم الأطعمة المسببة للحساسية وأكثرها شيوعا فيما يلى :

1. منتجات الألبان

ويعتبر هذا النوع من الحساسية أكثر الأنواع شيوعا ، ولاسيما أنه يظهر فى العام الأول من عمر الطفل ، نظرا لإعتماد معظمهم على الألبان الحيوانية فى نظامهم الغذائى ، سواء كان هذا الإعتماد بصورة كلية أو جزئية ، وتنشأ الحساسية نتيجة لوجود بروتين يسمى بإسم " الكازيين " وهو الذى يسبب أعراض الحساسية ، والتى تقتصر عادة على وجود إضطرابات هضمية وسوء إمتصاص ، ويجدر بنا الإشارة إلى أن هذا النوع من الحساسية غالبا مايكون مؤقت ، ليختفى قبل أن يصل الطفل إلى مرحلة البلوغ .


2. المأكولات البحرية


لعل أهم مايميز المأكولات البحرية إحتوائها على كميات هائلة من عنصرى اليود والفوسفور اللذان يمنحا الجسم العديد من الفوائد الصحية والغذائية ، إلا أنهما فى نفس ذات الوقت قد يسببا فرط تحسس للبعض ، ويلاحظ أن هذا النوع من الحساسية يكون دائم مدى الحياة ، وتبدأ أعراضه فى الغالب بإحمرار الجلد ، والذى قد يصل فى بعض الأحيان إلى الإصابة بالإختناق وعدم القدرة على التنفس .


3. القمح ومشتقاته


ويعتبر ثانى أكثر الأطعمة المسببة للحساسية بعد منتجات الألبان ، وينشأ نتيجة لوجود حساسية نحو مادة " الجلوتين " التى توجد بالقمح والشعير ، ويختفى هذا النوع من الحساسية بعد مرور العام الأول من عمر الطفل ، إلا أنه قد يستمر ليصبح دائما فى بعض الحالات ذات المنشأ الوراثى ، والتى تعرف طبيا بإسم " داء السيلياك " ، ويمكن إيجاز أعراضه غالبا فى المشكلات الصحية التى تصيب الجهاز الهضمى .


4. البيض


وتحديدا بياض البيض ، الذى يحتوى على بروتينات تشبه إلى حد كبير البروتينات الموجودة بالألبان ، لذا يمكننا إجمال القول فى أن حساسية البيض تشبه تقريبا بكل تفاصيلها حساسية الألبان ومنتجاتها .


5. المكسرات


لعل أهمها الفول السودانى والجوز والبندق ، وعادة ماتكون شديدة الأعراض لتصل إلى حد الإختناق ، ويلاحظ أن حساسية المكسرات عادة ماتكون مصحوبة إما بأنيميا الفول أو وجود مرض وراثى على صعيد الجهاز التنفسى .


6. الشوكولاتة


وتنشأ نتيجة لوجود فرط تحسس تجاه مركب " ريبوفلافين " الذى يوجد بالشوكولاتة الداكنة ، وتنحصر أعراضه غالبا فى الحساسية التى تصيب الجلد ، فضلا عن تورم الوجه والشفتين على وجه الخصوص ، وهى فى الغالب حساسية مؤقتة تزول مع أعتاب مرحلة البلوغ .


العلاج

وللتعامل بصورة منهجية صحيحة من حالات حساسية الطعام ، فلابد إذن أولا من القيام بفحص التاريخ المرضى للمريض بصورة جيدة ، مع تحديد نوع الطعام المسبب للحساسية ، ويجدر بنا الإشارة إلى أنه ينبغى الوضع بالإعتبار أنه قد يحدث التحسس نحو أكثر من نوع من الأطعمة ، كذلك قد يكون التحسس نحو أحد المكونات الموجودة فى الطعام وليس الطعام بحد ذاته .

وبعد فحص التاريخ المرضى لابد من إجراء بعض الإختبارات المعملية التأكيدية التى تستهدف رصد الأجسام المضادة ، والتى على أساسها يتم تقدير مدى شدة الحالة وخطورتها ، كذلك يمكن التبنؤ بالأعراض التى قد تنشأ .

ويتلخص علاج مثل هذه الحالات فى تجنب نوع الطعام المسبب للحساسية ، أما فى حالة تناول الطعام المسبب للحساسية بالخطأ فيتم إعطاء ( أمبول أفيل + أمبول ديكسا ) ، كذلك يمكن إعطاء أمبول أدرينالين فى حالات فرط التحسس الشديدة .

وفى الختام لابد أن ننوه إلى أن تجنب نوع معين من الأطعمة نتيجة لوجود تحسس تجاهه ، ينبغى أن يتم تعويضه من خلال نوع أخر من الأطعمة يعطى نفس العناصر والقيم الغذائية ، كيلا يؤدى الأمر إلى الإصابة بالأنيميا سواء كانت نوعية أو كمية .


أقرأ المزيد عن الطعام :